الاستشفاء بعد التدريب




وتعتمد سرعة الاستشفاء بعد التدريب على سرعة استعادة المواد الرئيسية لانتاج الطاقة والتي بدورها تقسم الى اربعة ابعاد رئيسية هي :
1- تجديد مخازن الفوسفات بالعضلات .
2- تجديد مخازن الكلايكوجين بالعضلات .
3- امتلاء المايوكلوبين بالأوكسجين .
4- التخلص من حامض اللاكتيك بالعضلات والدم . 
1- تجديد مخازن الفوسفات بالعضلات :
يوجد في خلايا الجسم مركب كيميائي يسمى ثلاثي ادينوسين الفوسفات ويرمز له بالرمز ATP ويتكون من المواد الكربوهيدراتية والبروتينية بالاضافة الى المجموعة الفوسفاتية وتقوم خلايا الجسم بوظائفها اعتماداً على الطاقة الناتجة عن انشطار هذا المركب الكيميائي حيث يؤدي الى انشطار احد مكونات المجموعة الفوسفاتية الى انتاج كمية من الطاقة ليصبح المركب بعد ذلك ثنائي الفوسفات ويرمز له ADP الا ان كمية ATP  المخزونة في العضلة قليلة جداً ولا تكفي لإنتاج طاقة تتعدى بضع ثواني ولذلك فانه يتم بصفة مستمرة اعادة بناء ATP وعند ذلك تتحرر كمية من الطاقة تعمل على استعادة بناءه مقابل انشطار PC .
ويذكر محمد حسن علاوي بأنه عند انشطار  ATP تتحرر طاقة كبيرة تعمل على اعادة بناء ATP المصدر المباشر للطاقة حيث يتم استعادة مولATP مقابل انشطار مول  PC .
ويؤدي النظام الفوسفاتي الى زيادة الطاقة بالعضلات الارادية خلال الثواني الاولى من النشاط البدني . وتختلف مقادير الفوسفات لدى الرجال والنساء حيث يبلغ مقداره عند الرجال حوالي 0.6 مول اما النساء حوالي 0.3 مول .
دلت الدراسات على ان مخزون الفوسفات يتم تعويضه خلال فترة قصيرة تقدر بحوالي 3- 5 دقائق وتتميز هذه الفترة بالسرعة في بدايتها حيث يتم تعويض 70% من المخزون خلال اول 30 ثانية، ويرجع السبب في اختلاف سرعة تعويض مخزون الفوسفات خلال الجزء الباقي من الزمن الى ان تعويض هذا النقص يعتمد على الاوكسجين، وفي هذه الحالة فان الاوكسجين بالاضافة الى مساهمته في تعويض نقص فوسفات يقوم بمهام اخرى مثل تعويض مخزون الاوكسجين المستهلك خلال الحمل البدني الاقصى (6 لتر اوكسجين) كما يحتاج استمرار نشاط القلب وعضلات التنفس الى 50 ملليلتر اوكسجين، وبالإضافة الى ذلك فان هناك جزءاً من الاوكسجين يحتاج اليه الجسم لزيادة درجة حرارة الانسجة.
واذا كان تعويض مخزون الفوسفات خلال فترة الاستشفاء هو العملية الفسيولوجية الهامة لأداء السرعة الحركية او السرعة الانتقالية في حدود فترة زمنية من 5-10 ثوان فان تحمل السرعة يحتاج الى عملية اخرى الا وهي عملية التخلص من حامض اللاكتيك.
2- تجديد مخازن الكلايكوجين بالعضلات :
يقوم الكلايكوجين بدور هام في العضلات عند بذل الجهد البدني مختلف الشدة حيث تتأثر الممارسة وبذل الجهد على توفير الكلايكوجين بالعضلات  ويعتبر المادة الكربوهيدراتية التي يخونها الانسان لوقت الحاجة وهو يتواجد في الكبد والعضلات .
ويرى هولتمان واخرون ( محمد القط 2002) ان تناول الرياضيين الغذاء المحتوي على نسبة من الكربوهيدرات بنسبة لا تقل عن 70% تساعد على زيادة كبيرة في استعادة تكوين الكلايكوجين في العضلات خلال 24 ساعة .
وان العضلة التي تخزن ما يقارب 15 غرام لكل كيلو غرام من وزن العضلة تهبط الى الصفر اثناء ممارسة النشاط الرياضي طويل الامد ، وان هبوط مستوى المخزون الى 3غم / كغم يؤدي الى هبوط مستوى سرعة الاداء لذا يتوجب ان يكون مستوى الكلايكوجين عند بداية السباق .
3- امتلاء المايوكلوبين بالأوكسجين :
يوجد المايوكلوبين كجزء بروتيني في العضلات الارادية وهو يساعد في عملية انتقال وانتشار الاوكسجين في الانسجة العضلية كما يرتبط عمله بالهيموغلوبين الموجود بالدم .ان نسبة المايوكلوبين تقدر بحوالي (11مللتر في كل كغم من الخلايا العضلية ) ويعتبر ذلك هو المقدار الحقيقي لكمية مخازن الاوكسجين .
ويشير فوكس الى كمية المايوكلوبين لدى الرياضيين تزداد نتيجة التدريب حيث تصل الى (500مللير) وتظهر اهميته في الدور الهام الذي يقوم به اثناء التمرينات البدنية لامداد العضلات بما تحتاج اليه من الاوكسجين كما تدل الدراسات ان كمية المايوكلوبين و الاوكسجين التي تستهلك اثناء التمرينات تملئ مرة ثانية او يعاد تجديدها وقت الاستشفاء ويضيف ان مصادر الطاقة العضلية اثناء التمرينات تكون عبارة عن حوالي 20% من مجموعات الفوسفات وحوالي 10% من نظام الاوكسجين وحوالي 4%من المايوكلوبين وحوالي 3% من مخازن الفوسفاجين وحوالي 2% من نظام حامض اللاكتيك الا ان انتشار المايوكلوبين يقوم اثناء ذلك بدور هام في داخل الخلايا حيث يسهل عملية انتشار الاوكسجين من الدم (بالشعيرات) الى أجسام المايتوكوندريا داخل الألياف العضلية وكما هو معروف انها أجسام مؤكسدة وهذه العمليات الكيمائية الحيوية بالعضلات معقدة للغاية .
4- التخلص من حامض اللاكتيك بالعضلات والدم :
ان زيادة تجمع حامض اللاكتيك الناتج عن الجلكزة اللاهوائية يؤدي الى حدوث التعب ولذلك فان الاستشفاء الكامل من التعب يتم اذا ما تخلص الجسم من هذا الحامض الزائد في العضلات والدم .
ان نسبة حامض اللاكتيك في الدم لدى الفرد العادي وقت الراحة من (8-12)ملغم % حوالي (1.00ملي مول /لتر)الا ان تلك النسبة تزيد عند الشعور بالتعب المؤقت ،وان التخلص منه يعتمد على مدى تراكم حامض اللاكتيك من جهة وعلى نوعية وطبيعة الأداء من جهة اخرى وعلى نظم إطلاق الطاقة ان كانت هوائية او غير هوائية . وقد اثبتت الدراسات ان مدة ساعة ونصف تقريبا تكون كافية للتخلص من حوالي 80% من حامض اللاكتيك بعد التدريبات ذات الشدة القصوى بينما يقل الزمن اللازم لذلك كما قلت شدة التمرينات وبصفة عامة يساعد على التخلص من حامض اللاكتيك قيام الفرد ببعض تمرينات التهدئة الخفيفة حيث انها تعمل على سرعة التخلص منه .
وبشكل عام فان حامض اللاكتيك يمكن التخلص منه بعدة مسالك وهي :-
1-     التحول الى كلايكوجين وكلوكوز ويتم ذلك في الكبد .
2-     اكسدة حامض اللاكتيك بالطرق الهوائية حيث يتحول الى ثاني اوكسيد كاربون وماء لاستخدامه كوقود في انتاج الطاقة الهوائية بواسطة العضلات الارادية .
3-     التحول الى بروتين ويتم بشكل قليل جدا خلال الفترات الاولى من عملية الاستشفاء .
4-     التحول الى البول والعرق ويتم ذلك بشكل بسيط جدا.
 

الجدول الاتي يبين
ملخص للجوانب المختلفة لمدة استعادة الاستشفاء 



      من المعروف ,أن بعد الانتهاء من الجهد البدني تكون حاجتنا للطاقة أقل بكثير لأننا سوف نتوقف عن التدريب على الرغم من أنّ استهلاكنا للأوكسجين يستمر عند مستوى عال نسبيا لمدة من الزمن وذلك للعودة بالمتغيرات الفسلجية مثل معدل نبضات القلب والناتج القلبي ودرجة حرارة الجسم وغيرها من المتغيرات إلى المستوى نفسه, والتي كانت عليها في أثناء وقت  الراحة قبل البدء بالتدريب.
حيث إن كمية استهلاك الأوكسجيني خلال الاستشفاء كبيرة بسبب استغلال ذلك الأوكسجيني لإعادة توازن الطاقة في ما كانت عليه  في الجسم قبل التمرين
       وقد تكون مدة استعادة الشفاء عبارة عن اوقات الراحة بين التكرارات أو بين المجاميع أو التوقفات بين حالات اللعب الفعلي لمباراة معينة ، وتحاول أجهزة الجسم في أثناء هذه المدة وكذلك أنظمة الطاقة العاملة وأنظمة التوصيل التكييف والاستعداد لمدة الجهد التالية ومن هذه التكيفات  يبدأ نظام الأوكسجيني بتعويض العجز في الأوكسجيني الناتج من التدريب فهو يعيد خزن نظام الطاقة ( ATP – PC) مع إزالة أي تراكم لحامض اللاكتيك .