قفز بالزانة

قفز بالزانة



1- المقدمة : 

تعد القفز بالزانة من فعاليات ألعاب المضمار والميدان ( Track & Field Athletics ) وهي إحدى مسابقات الوثب والقفز التي يستخدم فيها القافز عصا طويلة ومرنة ( والتي تصنع اليوم من الألياف الزجاجية أو الألياف الكاربونية ) التي تساعده في تخطي عارضة القفز العالية . لقد عرفت هذه المسابقة منذ عهد الإغريق القديم كما عرفت في ألعاب الكريتيين والصقليين القدماء . وكانت إحدى المسابقات أو الفعاليات في برنامج الألعاب الأولمبية الحديثة للرجال ومنذ الدورة الأولى باليونان عام 1896م , وللنساء بالدورة الأولمبية الخامسة والعشرون في أستراليا عام 2000م .
2- نبذة تأريخية : 

لقد إستخدمت الأعمدة الطويلة القوية قديماً في فريسلاند بهولندا وفي مدن وقرى بحر الشمال كوسائل لعمليات عبور وإجتياز الموانع الطبيعية كالجداول والبرك المائية والخنادق وغيرها . كما إستخدمت لإجتياز الجدران والأسيجة المرتفعة في كامبريج شاير وهانتنكدون شايرونورفولك , وذلك لكثرة وجود القنوات المائية الصناعية للزراعة ولتصريف المياه , حيث إستخدمت الأعمدة لإجتياز مثل هذه الجداول والقنوات وتوفير الجهد وتجنب ضياع الوقت للوصول إلى جسور العبور البعيدة . لذلك توفرت الأعمدة الطويلة في جميع البيوت في تلك المدن والقرى والمناطق لأجل إستخدامها في عبور الجداول والقنوات المائية . كذلك إستخدمها الفينيسيون ( أهالي مدينة البندقية بإيطاليا ) للوصول إلى جناديلهم المعروفة والتي يستخدمونها أيضاً في تحريكها في قنواتهم وجداولهم المائية الكثيرة بالمدينة .
لقد عرفت سباقات القفز بالأعمدة لأطول مسافة , وكانت تقام مثل هذه السباقات سنوياً في تلك المناطق والأراضي الواطئة في مدن وقرى بحر الشمال . لقد مارس الشباب فعالية القفز بالزانة في سباقات أقيمت لتحقيق أبعد مسافة وليس أعلى إرتفاع .
أما تاريخياً فكانت أول سباقات للقفز بالزانة لتحقيق أعلى إرتفاع فقد أقيمت في نادي ألفيرستون لكرة القدم والكريكت عام 1843م في كومبريا غرب إنكلترا . أما بداية السباقات الحديثة للقفز بالزانة كانت في ألمانيا حولي عام 1850م , عندما إضيفت فعالية القفز بالزانة في برامج أندية الجمباز المعروفة للمربيان الألمانيان ( كوتس موتس , فريدريش يان ) ....( en.wikipedia.org ) .
أما تكنيك القفز بالزانة الحديث لقد تم تطويره في أمريكا في نهاية القرن التاسع عشر. أما في بريطانيا فقد تم التدريب على فعالية القفز بالزانة بإستخدام الأعمدة الصلبة في القفز مثل زانات البامبو ( الخيزران ) أو الزانة المعدنية , لقد إعتمدت القوة والرشاقة والمرونة كأهم عناصر اللياقة في تكنيك القفز بالزانة الصلبة . وعندما تم صناعة وتقديم الأعمدة أو الزانات المصنوعة من الألياف الزجاجية والكاربونية , حدثت الإنتقاله الحقيقية التي ساعدت القافزين على إجتياز إرتفاعات عالية أكثر بالوقت الحاضر حيث وصل الرقم القياسي العالمي للرجال 6,14م والنساء 5,06م .
أما متطلبات الفعالية التدريبية كالقدرات البدنية والقابليات الحركية جميعها ومنها السرعة والرشاقة , تعد ضرورية جداً للإنجاز العالي بالقفز بالزانة , كما أن تطوير وتحسين تكنيك القفز له أهمية أكبر لتحقيق الإنجاز في هذه الفعالية . وأهم هدف في مسابقة القفز بالزانة هو إجتياز أعلى إرتفاع لعارضة القفز دون إسقاطها من حواملها , لذلك تطور تكنيك القفز من تكنيك يعتمد على القوة والتوافق والرشاقة بإستخدام الزانة الصلبة , إلى تكنيك يعتمد على السرعة والرشاقة والمرونة وجميع القابليات التوافقية الحركية .
القفز بالزانة
كيف تثب بالزانة. يحتاج الوثب بالزانة إلى التنسيق والقوة ودقة التوقيت. والرسم يوضح الخطوات الأساسية في الوثب بالزانة 1- يندفع الواثب عدوًا في الممر المعد للجري (2و3 و8) يغرز طرف الزانة (العصا) في صندوق الإقلاع ثم يثني العصا. (4و5) عندما تستقيم العصا، فإنها تدفع الواثب إلى أعلى بقوة تمكنه من الاستدارة نحو الحاجز. (6و7) عند الوصول إلى ذروة الوثبة، يلوي اللاعب جسمه بحيث يتخطى الحاجز دون أن يلمسه.

الوثب بالزانة إحدى الألعاب الرياضية الخاصة بالرجال؛ إذ يستخدم اللاعب زانة (عصا) ليدفع جسمه فوق حاجز مستعرض مقام على ارتفاع معين. وتحتاج لعبة الوثب بالزانة إلى أدوات تشمل العصا أو الزانة وحاجزًا مستعرضًا، ومسندين قائمين لحمل الحاجز المستعرض. ويمكن صنع العصا من أي مادة، لكن أبطال الوثب، يستخدمون عصيًّا مصنوعة من الألياف الزجاجية ويتراوح طول العصا بين 3,7-5,3م. وتشمل أساسيات لعبة الوثب بالزانة 1- القبض على العصا 2- الجري 3- زرع العصا والانطلاق 4- الاستدارة 5- الشدة، 6- تخطي الحاجز.
القبض. القبض على العصا له أهمية كبيرة في لعبة الوثب بالزانة. يجب على الرياضي أن يحدد ليديه الوضع الصحيح وأن يضعهما عند الارتفاع المناسب. فيضع إحدى يديه تحت الأخرى بمسافة تتراوح بين 60 و90سم، ثم يحمل العصا وهي متوازية مع الأرض.
الجرى. يتم الجري أسفل الممر نحو الحاجز بأقصى سرعة مع التحكم في طريقة الجري بعناية. وتسمح الإشارات الموجودة على طول الممر للاعب بأن يقيس وثبته، ويعدّل من وضعه بحيث يمكنه أن ينطلق من البقعة نفسها التى وضع عليها قدمه، ومن المكان ذاته في كل وثبة. وفي أثناء الجري يثبت الواثب عينيه على الصندوق الموجود أسفل الحاجز.
غرز العصا والانطلاق. يغرز الواثب طرف العصا في الصندوق ويحرك يده السفلى على العصا بحيث تقترب من يده العليا. وبمجرد أن تتحول السرعة التى استوعبها في الممر إلى حركة رفع فإن العصا تنثني، وعندما تستقيم فإنها تمكن اللاعب من قذف جسمه إلى أعلى.
الاستدارة والشدة. بينما يتشبث الواثب بالعصا الصاعدة وجسمه يتأرجح في الهواء فإنه يشد ركبتيه إلى أعلى نحو صدره، ثم يقذف قدميه نحو الحاجز. وينتج عن حركة الاستدارة والشدة تأثير يجعل الواثب في وضع الواقف على يديه بحيث يكون صدره مقابل الحاجز.
تخطي الحاجز. بينما يكون الواثب في وضع الواقف على يديه،تبدأ أقدامه في النزول على الجانب الآخر من الحاجز. وهذا الوضع يُعد ضروريًا للوصول إلى أقصى ارتفاع. حينئذ يدفع الواثب عصاه بعيدًا عنه حتى لاتصطدم بالحاجز، وتسقطه على الأرض. عندما يطلق الواثب عصاه، فإنه يدير أصبعي الإبهام إلى الداخل لكى تساعده في منع كوعيه من الاصطدام بالحاجز.

3- فعالية القفز بالزانة الحديثة :

تعد فعالية القفز بالزانة اليوم إحدى فعاليات الوثب والقفز الأربعة في سباقات ألعاب المضمار والميدان , حيث تشمل القفز بالزانة والوثب العالي وهي مسابقات عمودية , بينما الوثب الطويل والثلاثي هي مسابقات أفقية الأداء . ففي القفز بالزانة والوثب العالي يحق للقافز إختيار الإرتفاع الذي يبدأ فيه مسابقته , وعند البدء بالسباق يحق للقافز بثلاث محاولات لإجتياز أي إرتفاع للعارضة , وإذا إجتازها في محاولته الأولى ينتقل إلى الإرتفاع التالي , أما إذا فشل عليه أن يجتازها في محاولته الثانية أو الثالثة , أما إذا فشل بالإجتياز فيستبعد من المسابقة . وتتجدد محاولاته الثلاثة على أي إرتفاع جديد حتى آخر إرتفاع لا يستطيع قفزه عندها يحتسب له آخر إرتفاع للعاضة إستطاع إجتيازه بنجاح .
كذلك يحق للقافز تأجيل أو الإمتناع عن أداء محاولة أو أكثر على أي إرتفاع من الإرتفاعات في المسابقة , كما يحق له تأجيل محاولته الثانية للإرتفاع التالي إذا فشل في إجتياز إرتفاع معين , ويحق له أداء محاولتين على الإرتفاع الجديد , ويستبعد القافز عند فشله في 3 محاولات متتالية . ويفوز القافز الذي يجتاز أعلى إرتفاع في تلك المسابقة . أما إذا إجتاز أكثر من قافز نفس الإرتفاع , يتم حل عقدة التعادل هذه بفوز القافز صاحب أقل عدد من المحاولات الفاشلة على ذلك الإرتفاع الذي حصلت فيه عقدة التعادل . أما في حالة تساوي عدد المحاولات الفاشلة على الإرتفاع الأخير , فتحل عقدة التعادل لصالح القافز الذي له أقل عدد من المحاولات الفاشلة من بداية السباق إلى نهايته , أما محاولات التأجيل أو الإمتناع فلا تحتسب ضمنها لحل العقدة .
كما يجب حل عقدة التعادل على المركز الأول بالسباق بمنح المتعادلين محاولة إضافية على نفس الإرتفاع أو أي إرتفاع آخر أعلى أو أوطأ , ويفوز الذي ينجح في تلك المحاولة الإضافية ويسجل له الإرتفاع الأخير الذي نجح فيه قبل محاولات العقدة . أما إجراءآت حل العقدة على المراكز الأخرى فليست مطلوبة بإستثناء السباقات التأهيلية التي يترشح فيها عدد محدد من القافزين للسباق النهائي .
تتشابه تجهيزات سباقي القفز بالزانة والوثب العالي مع إختلافات قانونية بسيطة بينهما , ففي القفز بالزانة يحق للقافز تحريك حوامل العارضة للأمام وللخلف عن مستوى صندوق الغرس بمسافة معينة يرغبها هو , ولا يحق له ذلك بالوثب العالي . كما يوجد صندوق معدني لغرس عصا الزانة فيه له أبعاد قانونية ثابتة , ولا يوجد في الوثب العالي . كما أن قياسات مراتب الهبوط في القفز بالزانة والوثب العالي مختلفة وكذلك حوامل العارضة .
في القفز بالزانة تعد المحاولة فاشلة إذا أسقط القافز العارضة من مكانها لدى مسها بأحد أجزاء الجسم أو بالزانة , بينما تعد فاشلة بالوثب العالي إذا أسقطها من مكانها لدى مسها بأحد أجزاء جسمه عند القفز أو بعده . وفي المسابقتين سرعة ترك مكان القفز قبل سقوط العارضة لا تمنع من فشل المحاولة إذا كان القافز هو المتسبب في سقوطها , أما سقوط العارضة بسبب الرياح على سبيل المثال وفي السباقين بالملاعب الخارجية , فيبقى تقديرها من واجبات حكم المسابقة الرئيسي . كما يحق للقافز أن يعيد محاولته بالقفز بالزانة إذا إنكسرت الزانة أثناء القفز ولا تحتسب محاولة له . كذلك يختلف زمن أداء المحاولات , ففي القفز بالزانة تمنح 2 دقيقة لكل قافز , بينما في الوثب العالي تمنح 1,30 دقيقة للمحاولة إبتداءً من لحظة المناداة وحتى بدء المحاولة , وإنتهاء الزمن قبل البدء بالمحاولة تعد تلك المحاولة فاشلة . كما تعد المحاولات فاشلة بالقفز بالزانة والوثب العالي لدى المرور من جانبي حوامل العارضة أو من تحتها ما بين الحوامل بدون قفز . أما التوقف بعد الإقتراب وبدون إنتهاء الزمن المحدد أو بدون الإخلال ببقية القواعد لا تعد محاولة فاشلة ويستطيع إعادتها ثانية .

4- صناعة الزانة المرنة :

لقد بدأت سباقات القفز بالزانة بإستخدام الزانة الصلبة وكانت أعمدة الخيزران هي المفضلة , ثم تخلت لأعمدة الألمنيوم المجوفة والمدببة من كلا الطرفين كلما إزداد إرتفاع القفز أكثر من السابق . وفي الوقت الحاضر إستفاد قافزي الزانة كثيراً من أعمدة الزانة المرنة والمصنعة من مادة الألياف الزجاجية المجوفة والملفوفة بطبقات متعددة فوق بعضها . حيث منحت هذه الأعمد المرنة إمكانية الإنحناء لدى تسليط الضغط عليها من جسم القافز بعد عملية الغرس والإرتقاء , حيث صنعت هذه الأعمدة الزجاجية بعدد طبقاتها الملفوفة وأطوالها لتناسب أوزان ومستويات مختلف القافزين بصلابتها . كما صنعت زانات مختلفة اليوم من الألياف الزجاجية والكاربونية وبأشكال وخواص جديدة لتناسب جميع مستويات القافزين وحتى المراحل العمرية من الناشئين والأشبال .
كما تطورت صناعة الزانات اليوم وساعدت على تطوير الأرقام أكثر , حيث أضيفت مادة الكاربون للمواد الزجاجية الأخرى المعروفة والمستخدمة حالياً (E-glass ) وكذلك مادة ( S-glass ) , وذلك لأجل صناعة زانات أخف وزناً أثناء الحمل والإقراب لدى مسكها عالياً .
كما صنعت الأعمدة أو الزانات المرنة لتناسب أوزان القافزين القصوى . لقد منعت بعض الإتحادات من إستخدام قافزيها للزانات التي تقع أوزانها دون أوزان القافزين ضماناً لسلامتهم لدى تعرضها للإنكسار اثناء الإنحناء القصوي لها . أما الأوزان المناسبة لدرجات الإنحناء القصوي للزانة يجب أن تكتب على أعلى الزانة , وغالباً ما تبلغ ( حوالي 50 باوند أعلى من الرقم المسجل عليها ) , كما هناك إختلاف في صلابة الزانات المصنعة للقافزين , حيث ليس من الضروري أن تتساوى زانتين بالصلابة حسب تصنيفهما على الوزن . وبما أن صلابة الزانة وطولها من أهم العوامل المؤثرة في إنجاز القافز بالوقت الحاضر , نجد القافزين يحملون مجموعة من الزانات قد تزيد على 10 أثناء مشاركتهم بالسباقات . كما أن فعالية ومتطلبات القفز سوف تتغير كلما غير القافز مكان القبضة على الزانه للأعلى أو للأسفل نحو نهاية العصا , لذا نجد أكثر القافزين يحافظون على إرتفاع قبضات اليدين عليها دائماً . أما المسافة بين القبضتين فوق العصا فتقدر بمسافة عرض الكتفين أو أعرض قليلاً .لقد تم تصنيع الزانات المرنة لتناسب أوزان القافزين ومستوى تكنيكهم ومرحلتهم السنية , بحيث نجد أن أطوال هذه الزانات تتراوح من 10 – 17 قدم أي من 3,05 – 5,30 متر , مع إختلافات كبيرة في أوزانها , وجميع شركات تصنيع الزانات المرنة تضع وزن القافز الأقصى على الزانة كما تحدد مكان أقصى علامة للمسك في نهاية العصا العليا . 

5- تطور الأرقام القياسية للقفز بالزانة :

تطورت الأرقام القياسية العالمية بالقفز بالزانة تطوراً ملحوظاً وكبيراً بعد أن صنّعت عصي القفز المرنة بداية بعام 1960م . ولم تُعتمد الأرقام القياسية للقفز بالزانة قبل تاريخ 1912م في دورة الألعاب الأولمبية في ستوكهولم بالسويد حيث تم تأسيس الإتحاد الدولي لألعاب المضمار والميدان .
لقد حقق الأمريكي ( ويليس هويت ) المركز الأول بالدورة الأولمبية الأولى بأثينا عام 1896 بإرتفاع ( 3,30م ) . كما حقق الأمريكي ( رايموند كلاب ) المركز الأول بالدورة الأولمبية الثانية في باريس عام 1900م بإرتفاع ( 3,62م ) . ثم حقق كذلك الأمريكي ( جارلس دفوراك ) المركز الأول بالدورة الأولمبية الثالثة في سانت لويس بامريكا عام 1904م بإرتفاع ( 3,50م ) . ثم حقق الأمريكي ( إدوارد كوك ) المركز الأول بالدورة الأولمبية الرابعة في لندن عام 1908م بإرتفاع ( 3,71م ) . ثم حقق الأمريكي ( مارك رايت ) المركز الأول بالقفز بالزانة بالدورة الأولمبية الخامسة في ستوكهولم بالسويد عام 1912م بإرتفاع ( 4,02م ) وسجل كأول رقم عالمي جديد للقفز بالزانة .
لقد حسّن النرويجي ( جارليس هوف ) الرقم القياسي العالمي بإرتفاع ( 4,12م ) عام 1922 إلى إرتفاع ( 4,25م ) عام 1925 . ثم تعاقب الأمريكان تسجل أرقام قياسية عالمية جديدة بالقفز بالزانة خلال البطولات والدورات الأولمبية ومنذ عام 1927م ( سابين كار 4,27م ) وحتى عام 1960 ( دون براغ 4,80م ) الذي فاز بالقفز الزانة في دورة الألعاب الأولمبية في روما عام 1960م . وحتى هذا التأريخ كانت عصي القفز بالزانة الصلبة هي المستخدمة , ثم بدأت تظهر العصي المرنة الزجاجية حيث سجل الأمريكي ( جورج ديفز 4,83م عام 1961 ) . ثم إستطاع الفنلندي ( بينتي نيكولا 4,94م عام 1962 ) بينما تعاقب القافزين الأمريكان مرة أخرى تسجيل جميع الأرقام القياسية العالمية الجديدة بالقفز بالزانة بالعصي الزجاجية التي تطورت وتحسنت صناعتها أيضاً وذلك إبتدائاً بالقافز الأمريكي ( براين ستينبيرك 5,00م عام 1963 ) إلى ( جون بنيل 5,44م عام 1969 ) , وحقق الألماني الشرقي ( فولفكانك نوردفيج 5,46م عام 1970 ) والذي فاز بعدها بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972م مسجلاً رقم أولمبي جديد 5,50م .
بعد هذا التاريخ تعاقب القافزين من أمريكا والسويد وفرنسا والإتحاد السوفياتي وأوكرانيا بعد ألإنفصال من تحسين الرقم القياسي العالمي بالقفز بالزانة والفوز بالبطولات العالمية والدورات الأولمبية وحتى تسجيل الرقم القياسي العالمي من قبل الأوكراني ( سرجي بوبكا 6,14م عام 1994 ) وهو الرقم القياسي الصامد ولحد الآن فقد سجله بتاريخ 31/7/1994م , لقد إستطاع عدد من القافزين من أستراليا وفرنسا وألمانيا من إجتياز حاجز 6 أمتار ولكن لم يستطع أحداً ولحد الان المحاولة لتحطيم هذا الرقم الذي سجله بوبكا فبل 17 سنة تقريباً .
كما أن الرقم القياسي العالمي للقفز بالزانة للسيدات مسجل بإسم القافزة السوفياتية ( إيرينا إيزنباييفا 5,06م عام 2005م ) أي قبل 6 سنوات ولا يزال قائماً لحد هذا التاريخ . 
تعد المراحل التكنيكية العشرة التالية عبارة عن سلسلة حركية فنية متكاملة واحدة , إذا ما إستطاع القافز إتقانها جيداً وبدون أخطاء كبيرة , يستطيع الإرتقاء بالمستوى الفني وتحقيق إنجازاً رقمياً كبيراً . وسوف نقدم شرحاً فنياً وافياً في هذا الموضوع نصف فيه القافز الأيمن وكما هو لصاحبة الرقم القاسي العالمي ( إلينا إيزنباييفا ) .

1- المسكة وحمل الزانة :
يمسك القافز الأيمن الزانة الخاصة به والتي تتناسب مع وزنه ومستواه الفني والرقمي , باليد اليمنى من نهايتها بحيث تتجه راحة يده للأعلى أي يقبضها من تحتها , ثم يقبض الزانة باليد اليسرى من فوقها بحيث تتجه راحه يده اليسرى نحو الأسفل , وتبلغ المسافة بين القبضتين عرض الكتفين أو أكثر بقليل , وعلى القافز أن يستخدم مادة مثبتة للمسكة مسموح بها قانوناً في هذه المسابقة على راحة يديه وعلى موضع القبضتين . ثم يقوم بحمل الزانة ويواجه طريق الإقتراب بجسمه بحيث يحمل الزانة بجانب جسمه الأيمن وبمستوى الورك , وتقوم اليد اليمنى بالضغط خلفاً على الزانة وهي بوضع إرتخاء وليس مشدودة كثيراً بينما تقوم اليد اليسرى برفع مقدمة الزانة أماماً عالياً بقبضة قوية غالباً ترتفع فيها قبضة اليد اليسرى مستوى نظر القافز تقريباً .

2- الركضة التقربية : 
يتراوح عدد خطوات الركضة من 13-17خطوة , بالنسبة لإيزنباييفا كانت 15 خطوة , بعد حمل الزانة غالباً ما يبدأ القافز مباشرة من علامة محددة من وضع الوقوف المستقيم بأول خطوة له برجل الإرتقاء أي الرجل اليسرى للقافز الأيمن , ثم يبدأ بخطواته التعجيلية ليزيد من سرعته إلى السرعة المطلوبة التي تصل لدى أفضل القافزين بحدود 90% من سرعته القصوى , ويقوم بخفض مقدمة الزانة اثناء الإقتراب تدريجياً كما يجب عليه أن يحمل الزانة بسكون تام أي أن يتجنب الإهتزازات والمرجحات غير المطلوبة أثناء خطوات الإقتراب ويحافض على نظره بإتجاه صندوق الغرس كلياً . ولدى وصوله إلى الخطوات الثلاثة الأخيرة يقوم بالإعداد لعملية الغرس المهمة بالصندوق .

3- عملية الغرس : 
تتم عملية غرس الزانة في الصندوق أثناء الخطوات الثلاثة الأخيرة من الإقتراب , حيث يقوم القافز في الخطوة ماقبل الأخيرة الأولى وهي خطوة الرجل اليسرى بدفع الزانة من جانب الجسم الأيمن مع خفض مقدمتها إلى الأمام نحو الصندوق , ثم يقوم بالخطوة الثانية ماقبل الأخيرة وهي خطوة الرجل اليمنى والتي سوف تكون أطول قليلاً من الخطوة التي قبلها والخطوة التي بعدها بحدود قدم تقريباً , يلف القافز يده اليمنى من جانب جسمه الأيمن ويرفعها إلى ما فوق كتفه الأيمن مع خفض مقدمة الزانة أكثر نحو الصندوق , ولدى أخذه للخطوة الأخيرة بالرجل اليسرى يدفع مقدمة الزانة داخل الصندوق باليدين معاً بحيث ترتفع الذراع اليمنى فوق الرأس مستقيمة تماماً بينما تنثني الذراع اليسرى قليلاً من المرفق وتثبت جيداً وبقوة كبيرة لدى وصول رجل الإرتقاء وهي قدم الرجل اليسرى إلى مكان الإرتقاء الذي يقع تحت الخط العمودي النازل على الأرض من مكان قبضة اليد اليمنى عمودياً على كعب قدم الرجل اليسرى على الأرض أو خلفه بمسافة قليلة .

4- عملية الإرتقاء : 
هي عملية مهمة ومقررة لبقية مراحل القفز وتبدأ بعد إتمام عملية الغرس بالصندوق وأخذ القافز خطوته الأخيرة من إقترابه ويجب أن تكون الخطوة الأخيرة أقصر من التي قبلها بحدود قدم تقريباً , ويكون القافز قد وضع الزانة بالصندوق ورفع ذراعه الأيمن عالياً بإستقامة تامة فوق رأسه ورفع ذراعه الأيسر أماماً بإنثناء قليل من مفصل المرفق مع تثبيتها بقوة كبيرة في المفصل , يقوم بهذه المرحلة بالدفع القوي والسريع برجل الإرتقاء وهي الرجل اليسرى ثم بمرجحة الرجل الحرة بقوة وسرعة منثنية من مفصل الركبة أماماً عالياً مع تثبيتها هي الأخرى جيداً بهذا الوضع إنتقالاً للمرحلة التالية , وتستغرق عملية الإرتقاء لدى الأبطال زمناً قصيراً يتراوح ما بين ( 0,20- 0,25 ثانية ) يترك فيها الأرض بقوة وسرعة عالية ويتم ذلك على مقدمة قدم الإرتقاء كلياً .

5- التعلق والمرجحة :
بعد إنتهاء مرحلة الإرتقاء وترك القافز للأرض يتجه بجسمه أماماً عالياً ومع تثبيته للذراعين بالوضع الذي ذكرناه سابقاً ولمرونة عصا الزانة الزجاجية , تبدأ الزانة بالإنثناء للأمام ويزداد إنثنائها كلما حافظ القافز على وضع جسمه في وضع التعلق بالذراعين فترة من الزمن تحتها بحيث يحاول أن يبعد جسمه من الإقتراب منها , ولدى حصوله على أقصى إنحناء بالزانة للأمام يكون قد قام بمرجحة رجل الإرتقاء أماماً عالياً إلى جانب رجله الأمامية القائدة ويصل بظهره موازياً للأرض مع المحافظة على جسمه متعلقاً تحت الزانة لتنتهي مرحلة التعلق والمرجحة بعد الإرتقاء .

6- وضع حرف L : 
في هذة المرحلة التكنيكية وبعد أن قام القافز بمرجحة رجله اليسرى الخلفية إلى جانب رجله اليمنى القائدة والمنثنية من مفصل الركبة ويحصل أثنائها أقصى إنحناء للزانة للأمام , يصل القافز بجسمه إلى وضع يواجه ظهره للأرض وتمتد رجليه سوية للأعلى ويشكل الجسم والرجلين حرف (L) بالإنكليزية , ويحافظ القافز فترة قصيرة من الزمن بهذا الوضع الذي يعد مرحلة إنتقالية مهمة للمراحل التكنيكية التالية .

7- إطالة وضع حرف L والسحب :
بعد الإنتظار القليل بالوضع السابق وشعور القافز بإنتقال حركة جسمه نحو الأعلى نتيجة بداية إستقامة الزانة بعد أقصى إنحناء لها , ثم إتجاه حركة الإنحناء نحو اليسار أكثر من الأمام , يبدأ بحركة إطالة بجسمه لوضع حرف L , حيث يقوم بحركة رجوع بالظهر إلى الخلف سريعاً مع رفع بالورك عالياً مع محاولة بقاء القدمين مضمومتين ومؤشرتين نحو نهاية الزانة , ويصاحب حركة الإطالة والإستقامة بالجسم بالإتجاه العمودي عملية سحب بالذراعين سوية للجسم نحو أعلى الزانة وإستقامته معها تماماً , بحيث ينتقل جسم القافز عمودياً بالرأس أسفل والقدمين إعلى نحو نهاية الزانة , ويكتمل السحب لدى وصول منطقة الورك أعلى من مكان قبضة اليد اليمنى العلياً على الزانة .

8- الدوران العمودي والدفع : 
وبانتهاء مرحلة السحب نحو الأعلى يبدأ القافز بمرحلة الدوران العمودي حول المحور الطولي للجسم وهو يرتفع في حركته نحو العارضة , وأثناء هذه المرحلة يكون جسم القافز قد بدأ يصل في حركته عارضة القفز بالرجلين أولاً ثم يقوم القافز بعد إنتهاء الدوران بحركة الدفع بالذراعين من الزانة , حيث ينتهي من الدفع بالذراع اليسرى أولاً ثم يعقبها بالدفع من الذراع اليمنى التي تمسك أعلى نقطة على عصى الزانة تاركاً لها , ويصبح جسم القافز بعد الدفع أعلى العارضة وموجهاً لها بجسمه وصدره وتصل رجليه فوقها . يستفاد القافز من رد فعل وإستقامة الزانه بعد إنحنائها للحصول على أعلى إرتفاع ممكن بجسمه فوق العارضة , حيث يستطيع أفضل القافزين من إجتياز العارضه يزيد إرتفاعها 1م أو أكثر فوق مستوى قبضة يده العاليا أي اليمنى !

9- عملية ترك الزانة والإجتياز : 
يترك القافز الزانة بعد إنتهاء عملية الدفع من الذراع اليسرى ثم اليمنى بحركة سريعة وفي أثناء إنتقال جسمه عالياً بسب إستقامة الزانة كلياً ونقل طاقتها الحركية التي تم خزنها سابقاً لدى أقصى إنحناء لها كطاقة كامنه فيها إلى طاقة حركية ثانية ترفع جسم الرياضي عالياً , يكون القافز قد وصل بجسمه مواجهاً للعارضة تماماً وغالباً ما يشكل فوقها حرف 8 بالجسم أي يحاول ثني جذعه من الورك أثناء الإجتياز فوق العارضة بأن يخفض رجليه بعد عبورها للعارضة بينما يبقي جذعه وذراعيه أمامها ثم يقوم أثناء الإجتياز برفع الجذع والذراعين عالياً بعيداً عن العارضة بينما يحاول ثني ركبتيه خلفاً وتشكيل قوس بالظهر مبعداً جذعه وذراعيه عن العارضة ومخلصاً جسمه كاملاً في هذه المرحلة .

10- الهبوط :
بعد الإنتهاء من مرحلة الإجتياز كلياً , يحاول القافز أن يحافظ على إتزان جسمه أثناء هبوطه ويحافظ على الإرتخاء الكلي رافعاً رجليه عالياً محاولاً الهبوط بالظهر على مرتبة القفز الإسفنجية بكل راحة وبدون أي حركات إضافية ولا دوران ولا يحاول أن يهبط على الرجلين . 0 ( ينصح بمشاهدة تكنيك بطلة العالم الروسية إيلينا إيزنباييفا فهو نموذج تكنيكي مثالي ) .


1- التمارين التحضيرية في تعليم القفز بالعصا أو الزانة المرنة :



من الخطأ أن نبدأ بتعليم تكنيك أو فن الأداء الحركي للقفز بالزانة مباشرة بإستخدام العصي أو الزانات المرنة ! لذلك على المدربين أن يتحلوا بالصبر ولا يستعجلوا الزمن ولا المراحل التعليمية التي وضعت بعد تجارب ودراسات طويلة لأجل تحديد المناهج والبرامج المضمونة لنجاح عملية التعليم ثم الإستمرار بالتدرج الموضوعي المناسب للتقدم بالأداء الحركي أي بإتقان تكنيك مراحل القفز بالزانة تدريجياً .


أن فعالية أو مسابقة القفز بالزانة هي من أعقد الحركات الرياضية على الإطلاق وتتكون من 10 مراحل تكنيكية مهمة , أي تتكون من سلسلة حركية مترابطة ومتداخلة بعضها ببعض , وفقدان أي حلقة من حلقات هذه السلسلة سوف يسبب في إنقطاعها ؟! وأعتقد بهذا التعبير قد توصلت إلى نقل الفكرة والعبرة من أهمية إتقان المراحل الحركية لتكنيك القفز بالزانة تماماً . كما أن الطريقة الكلية في تعليم هذه الفعالية فشلت كلياً , لذلك على المدرب أو المعلم إتباع الطريقة الجزئية تجزيئاً دقيقاً في عملية تعليم القفز بالزانة بإستخدام العصا المرنة ( الزجاجية ) ؟! كما أن على المدرب أن يراعي التسلسل التربوي ( البيداغوجي , كما يطلقة بعض الأخوة ) الصحيح في عملية التعليم لهذه الفعالية أو المسابقة الرياضية المهمة , أي عدم التسرع وعدم الإجتهاد بتدريبات وتمارين لا تناسب المراحل العمرية ومستويات القافزين المبتدئين , حيث غالباً ما نجد الأبطال السابقين بهذه اللعبة يحاولون تطبيق بعض التمارين الغير مناسبة أو ملائمة مع المستوى أو المرحلة العمرية والتدريبية التي يعملون بها . 
ومما تقدم نجد بأن فعالية القفز بالزانة بالوطن العربي متأخرة جداً عن المستوى العالمي بسبب فقدان عوامل كثيرة وأهمها عدم وجود برنامج تعليمي وتدريبي صحيح يتدرج فيه المدرب منذ بداية عمله مع المبتدئين والناشئين إلى المستويات المتقدمة . لذلك حرصنا على تقديم جزءاًً من هذا البرنامج في هذه الحلقات العلمية التي وضعناها تحت تصرف الأساتذة والمدرسين والمعلمين والمدربين في هذا الموقع الرياضي الأكاديمي العراقي المتقدم . هذا علماً بأننا حرصنا على تقديم هذه المادة العلمية التي يصعب الحصول عليها الآن وبهذه الصورة السهلة والمفهومة من قبل جميع المهتمين بتعليم وتدريب هذه الفعالية المهمة والضرورية من فعاليات ألعاب المضمار والميدان الأولمبية .

2- إختيار العناصر الموهوبة لهذه الفعالية :

من عوامل نجاح عملية التعلم أن ينتقي المدرب العناصر التي تتوفر فيهم الموهبة والإستعداد الذهني والبدني لتعلم وإتقان تكنيك القفز بالزانة بالعصا المرنة . أي وبعد أن يبدأ بتعليم المبتدئين على المراحل والحركات الأساسية في تعليم القفز بالزانة الصلبة والتي ذكرناها في موضوعنا السابق , وأن يبدأ أيضاً بإعطاء الحركات والتمارين التحضيرية العامة والخاصة والتي تعكس لنا مدى إمكانية المبتديء على تعلم وإتقان الحركات الجمناستيكية المختلفة مع مستوى تعلم وإتقان تمارين القفز بالعصا التحضيرية والأساسية بالأعمدة أو بالزانات الصلبة أولاً . ثم يحاول المدرب في سنوات تدريبه الأولى ( 1-2 سنة ) أن يرتقي بمستويات القفز مع المبتدئين والناشئين في تحقيق الإرتفاعات التي سوف يبدأ منها فعلاً , ثم يحاول المدرب في سنوات تدريبه الأولى أن يرتقي بمستويات القفز مع المبتدئين والناشئين في تحقيق إرتفاعات مناسبة وجيدة للإستمرار والإنطلاق عندها في تعليمهم تكنيك إستخدام الزانة الزجاجية المرنة , مع عدم الإسراع في تخطي هذه المراحل والإرتفاعات :

مرحلة ( 11-12 سنة ) = 3 أمتار للبنين وللبنات = 2,00م 
مرحلة ( 13-14 سنة ) = 3,30 م للبنين وللبنات = 2,50م 
مرحلة ( 15-16 سنة ) = 3,50 م للبنين وللبنات = 2,80م 
مرحلة ( 17-18 سنة ) = 3,80 م للبنين وللبنات = 3,00م 
مرحلة ( 19 فما فوق ) = 4,00م للبنين وللبنات = 3,30م 

وقبل البدء في تعليم تكنيك القفز بالزانة الزجاجية المرنة , على المدرب أن يجهز جميع مستلزمات هذه الفعالية التي تتطلب توفر عصي مرنة بأوزان متعددة تقل عن أوزان المبتدئين وتتميز بالمرونة , ويجب عدم إستخدام الزانات الزجاجية التي يصعب إنحنائها أي تتصف بصلابة أكثر . هناك أنواع كثيرة من الزانات التي صنعتها الشركات وأهمها الفرنسية ( Lerc ) والأمريكية ( Pacer ) وهي زانات زجاجية خاصة بتعليم المبتدئين ورخيصة الثمن ولها قياسات متعددة تبدأ بأوزان 50كغم أو أقل قليلا وحتى 90كغم , وبأطوال 3م وحتى 4,60م .
أما من المستلزمات التعليمية هي مراتب الهبوط الإسفنجية المرنة بإرتفاع 1م , وصندايق الغرس القانونية , والعارضات البلاستيكية , وقوائم العارضة القانونية , صالة للتدريبات الجمناستيكية الخاصة , وجميع الأجهزة المستخدمة بتدريب حركات جمباز الأجهزة وغيرها . 

3- تمارين تعليم تكنيك الزانة الزجاجية :

- تمرين الغرس والطوي :
يمكن تطبيق هذا التمرين في أي مكان في الصالة أو بالملعب . مسك الزانة باليد اليمنى من نهايتها العليا واليد اليسرى تحتها بمسافة عرض الكتفين تقريباً أو أحياناً أعرض بقليل , والوقوف أمام الحائط بالصالة أو أمام صندوق الغرس بالملعب بمسافة 3 خطوات , بعد رفع الزانة بجانب الجسم الأيمن للقافز اليمناوي وبمستوى يوازي سطح الأرض , أخذ خطوة بالرجل اليسرى أولاً مع دفع الزانة في نفس الوقت من جانب الجسم أماماً بإتجاه مكان الغرس بحيث تصل قبضة اليد اليمنى الخلفية إلى الجانب الأيمن لجسم القافز وتمتد الذراع اليسرى بثبات المسكة جيداً كاملاً أماماً . ثم أخذ الخطورة الثانية بالرجل اليمنى ورفع الزانة من جانب الجسم إلى فوق الكتف الأيمن مع خفض مقدمتها أكثر نحو مكان الغرس . ثم أخذ الخطوة الثالثة بالرجل اليسرى للقافز اليمناوي , مع وضع مقدمة الزانة داخل الصندوق مباشرة في نهايته وليس في مقدمته , أي عدم القيام بزحلقة مقدمة الزانة داخل الصندوق أو بمكان الغرس . ثم القيام بحركة مد عالية بالذراع اليمنى فوق الرأس مباشرة مع هذه الخطوة التي يجب أن تكون قوية وثابتة , ثم تثبيت مفصل مرفق الذراع اليسرى والأكتاف جيداً وتقوية القبضتين جيداً والدخول بالصدر الجسم نحو الزانة مع بقاء الإرتكاز بالقدم اليسرى فوق سطح الأرض للحصول على إنطواء أمامي بالزانة الزجاجية بسبب هذا الدخول وهذا الضغط المسلط بالجسم نحو الزانة , ثم تخفيف الضغط تدريجياً على الزانة من الذراعين والجسم لأجل العودة خلفاً مع إستقامة الزانة ثانية . 
يجب أن يكرر هذا التمرين في كل وحدة تدريبية ولعدة مرات ( 5×5 مرات ) مع مراعات عدم المبالغة بالحصول على إنطواء كبير بالزانة الزجاجية , وإذا ما لاحظ المدرب ذلك من قافز عليه إما أن يغير مكان القبضتين نحو الأسفل أو أن يستخدم زانة أصلب من الزانة السابقة , لتجنب الإنطواء الأكثر من تحمل الزانة وتجنب إنكسارها ؟ 

- تمرين الغرس والإرتقاء فقط :
يتم في هذا التمرين ربط عمليتي الغرس والإرتقاء بالمكان وترك الأرض قليلاً والهبوط على نفس رجل الإرتقاء ثانية , حيث يتم تنفيذ نفس تمرين الغرس ولكن بخطوات أسرع من السابق , بحيث يتم غرس الزانة بالخطوات الثلاثة الأخيرة كما شرحنا سابقاً ويترك فيها القافز الأرض قليلاً بعد حركة إرتقاء بالرجل اليسرى مع رفع مصاحب بركبة الرجل اليمنى أمام الجسم وبقاء الجسم في إندفاعه نحو الزانه التي تنطوي أثناء عملية الغرس والإرتقاء قليلاً للأمام , ويحاول المدرب في هذا التمرين مساعدة القافز في موازنة جسمه وعدم السقوط للخلف مساعداً له جيداً بأن يقف من الجانب الأيسر للقافز وقريباً من رجل الإرتقاء و بحيث يضع كفه الأيمن فوق ظهر القافز لحظة تركه للأرض سانداً جسمه جيداً للأعلى ومستعداً له في حركته أثناء الرجوع ثانية بالجسم خلفاً للهبوط , حيث تعد عمليات المساعة هنا مهمة في مجال تعليم المبتدئين والصغار من القافزين . كما يطلب منه تثبيت ذراعيه وكتفيه جيداً والمحافظة على بقاء صدره بعيداً عن العصا , ثم يحاول القافز ثانية تخفيف الضغط على الزانة من الذراعين والهبوط على نفس قدم الإرتقاء اليسرى ثانية وأخذ خطوات للخلف مع بقاء المدرب قرب القافز دائماً في هذا التمرين والذي يجب أن يكرر في كل وحدة تدريبية ( 5×5 مرات ) .

- تمرين الإقتراب والغرس والإرتقاء والتعلق :
في هذا التمرين يجب أن نقوم بضبط خطوات إقتراب متوسطة أي ( 7-9 خطوات ) بحيث تقع قدم القافز اليسرى في نهايتها في منطقة على الأرض تبعد عمودياً عن مكان الغرس أمام الخط العمودي النازل من منتصف المسافة بين قبضتي اليدين على الزانة أثناء الوقوف وغرس الزانة بالصندوق . حيث يحمل القافز الزانة بعد مسكها ويحاول الإقتراب بها أسرع من السابق أي بخطوات سريعة ثم يقوم بتنفيذ خطوات الغرس الثلاثة أي يغرس ويرتقي نحو الأمام والأعلى ليحصل على إنطواء الزانة بنفسه للأمام , ويحاول المحافظة على بقاء جسمه في وضع التعلق خلف الزانة , ويحاول المدرب مساعدة القافز في هذا التمرين عندما يجد صعوبة القافز خلاله بالحصول على الإنطواء المطلوب بالزانة , بأن يساعده أثناء الإرتقاء بحركة دفع باليد اليمنى أي على المدرب أن يقف من الجانب الأيسر للقافز وفي منطقة إرتقاءه ليساعده بدفعه بظهره بيده اليمنى أثناء ترك الأرض والتعلق للحصول على إنطواء الزانة , ثم يحاول بعدها القافز أن يخفف الضغط على الزانة بإرتخاء الذراعين والجسم ثم يحافظ على مكان القبضتين ويهبط أماماً على مراتب الهبوط على قدميه .

- تمرين المرجحة والرجوع والمد للأعلى والهبوط على الظهر :
في هذا التمرين لايستخدم إنطواء الزانة أي أن هذا التمرين هو لتعليم تكنيك المرجحة والرجوع ثم المد للأعلى بالرجلين , حيث يستخدم القافز مسكة متوسطة الإرتفاع على الزانة , وبعد أخذ خطوات إقترابية متوسطة كما في التمرين السابق يغرس الزانة بدون توليد الضغط المطلوب للإنطواء , ويرتقي بالرجل اليسرى سريعاً , ثم يحاول القيام بمرجحة سريعة أماماً عالياً إلى وضع حرف ( L ) بالرجلين , ثم يقوم بتطويل هذا الوضع للأعلى أي يحاول رفع وركه عالياً وإرجاع كتفيه خلفاً مع تأشير ومد الرجلين نحو نهاية وأعلى الزانة , كما يقوم بحركة سحب الجسم وهو مقلوب نحو الأعلى للوصول بالقدمين أعلى نهاية عصا القفز ويبقى في هذا الوضع المقلوب والممدود ثابتاً حتى الهبوط على الظهر مع الزانة على مراتب الهبوط الإسفنجية المرنة , ثم يكرر هذا التمرين أيضاً في كل وحدة تدريبية ( 5×3 مرات ) . يرفع القافز إرتفاع مسكة اليدين على الزانة قليلاً بعد كل إسبوع تدريبي .

- تمرين إسقاط عارضة عالية بالقدمين :
يطبق هذا التمرين من خطوات إقتراب متوسطة كالسابق بعد وضع عارضه عالية نسبياً أي فوق مستوى أفضل إرتفاع للقافز بحدود 1م أي ( القافز الذي يبلغ أقصى إرتفاع لديه 4م , يضع عارضة عالية على إرتفاع 5م ) , وبعد الإقتراب السريع ثم الغرس الجيد والإرتقاء وإنطواء الزانة جيداً , القيام بتكنيك مراحل القفز المطلوبة وهي التعلق ثم المرجحة السريعة إلى وضع حرف ( L ) ثم تطويل هذا الوضع للأعلى وحركة المد والسحب وبدون دوران عالياً بالجسم لدى إعتدال عصا الزانة ثانية ومحاولة الوصول بالقدمين نحو العارضة العالية وإسقاطها من مكانها وبدون تكملة بقية المراحل التكنيكية ثم الهبوط على الرجلين بدون ترك الزانة من اليدين .

- تمرين القفز كاملاً بدون عارضة : 
بعد ضبط ركضة تقربية كاملة أي ( 13-15 خطوة ) , القيام بزيادة سرعة الإقتراب أكثر من السابق لأجل للحصول على إنطواء جيد بالزانة الزجاجية بعد أن تعلم القافز مراحل تكنيك القفز الأولى ويبقى المراحل التكنيكية الخيرة التي هي أقل صعوبة وجهداً , حيث يحاول القافز أن يضبط خطواته ليصل إلى مكان إرتقاءه الصحيح الذي يقع ما بين مسافة قبضتيه اليمنى واليسرى لحظة الإرتقاء من سطح الأرض . وبعد عملية الغرس والإرتقاء وإنطواء الزانة ثم القيام بالتعلق والمرجحة السريعة التي تكون فيها ركبة الرجل اليمنى أماماً عالياً تمرجح رجل الإرتقاء اليسرى سريعاً إلى جانب الرجل اليمنى ويصل القافز بجسمه وضع حرف ( L ) لحظة أقصى إنطواء للزانة ويكون ظهر القافز في هذه اللحظة فوق صندوق الغرس تماماً , ثم يحاول القافز تطويل الوضع من حركات إرجاع الرأس والكتفين خلفاً مع مد الورك والرجلين عالياً مصاحبة لحركة إستقامة وإعتدال عصا الزانة بحيث يسحب بالذراعين لتقترب القدمين وترتفع أعلى من نهاية العصا , عندها يبدأ بالدوران 180ْ حول محورالجسم الطولي وهو في أعلى قمة طيرانه للأعلى ويترك الزانة بحركة دفع سريعة بالذراع اليسرى أولاً ثم اليمنى ثانياً , ويهبط بإرتخاء على ظهره مباشرة .

- تمرين تعليم توقيت مرحلة الدوران مع إعتدال الزانة :
يضع القافز الزانة في صندوق الغرس أو ضد أي حائط وظهره نحو مكان الغرس ماسكاً نهاية الزانة باليد اليمنى ثم باليد اليسرى تحتها بمسافة عرض الصدر تقريباً , ثم يقوم بتسليط ضغط بجسمه إلى الخلف نحو الزانة بدفع قوي بالرجلين خلفاً لكي يحصل على إنطوائها إلى الجانب , وفي هذه اللحظة أي أثناء إنطواء الزانة خلفاً يقوم بحركة دفع وإرتقاء بالرجل اليسرى مع مرجحة أمامية عالية بالرجل اليمني بحيث تصل قدمه اليمنى فيها عالياً فوق نهاية الزانة , وعندما يترك الأرض بالرجل اليسرى سوف تساعد طاقة إعتدال الزانة على دفعه خلفاً , وبهذا التوقيت السريع أي في هذه المرحلة من مراحل إستقامة وإعتدال الزانة يحاول القيام بحركة الدوران حول محور جسمه الطولي 180ْ والدفع بعدها بالذراعين من الزانة دون أن يتركها تسقط على الأرض ثم يهبط بعد إتمام حركة الدوران والدفع تماماً على القدمين سوية وتكون الزانة في هذه المرحلة فوق الكتف الأيمن للقافز , ثم يكرر هذا التمرين ( 5×3 مرات ) في كل وحدة تدريبية .

- القفز بالتكنيك الكامل فوق عارضة متدرجة الإرتفاع : 
في هذا المرحلة الأخيرة من مراحل التكنيك بالقفز بالزانة الزجاجية , يجب على القافز أن يكون قد أتقن تلك المراحل بشكل جيد قبل الإنتقال إلى تمرين القفز بالتكنيك الكامل فوق عارضة . ثم على المدرب أن يحاول التركيز على تطوير المراحل التكنيكية دائماً بالتمارين التي تم ذكرها سابقاً , وعدم إهمال ذلك في كل وحدة من الوحدات التدريبية . كما على المدرب أن يبتعد عن طلب قيام القافز بالقفز في كل مرة على أقصى إرتفاع ممكن يحققه , فأن الإرتفاعات العالية تفقد القافز تركيزه على النواحي التكنيكية الضرورية المطلوبة . لذلك يجب تجنب محاولة تحقيق أعلى إرتفاع في كل وحدة تدريبية , كما عليه أن يحاول الوصول إلى مجموع 50 قفزة في كل وحدة تدريبية بجميع التمارين التي يستخدمها ومنها 20 قفزة بالتكنيك الكامل على إرتفاعات واطئة ومتوسطة , مع عدم محاولة تحقيق أعلى إرتفاع إلا خلال الإختبارات أو السباقات . وعليه أن يستخدم وسائل توضيحية تساعده على تحسين وتطوير تكنيك القفز بالزانة الزجاجية . كما عليه أن يستخدم وسائل التصوير والتحليل الحركي لتشخيص الأخطاء بالتكنيك والأداء الحركي النموذجي .

4- بعض التمارين التكميلية والمساعدة بالقفز بالزانة الزجاجية المرنة :
على المدرب أن يطلع على تدريبات وتمارين أبطال القفز بالزانة المعروفين لأجل الإستعانة بالتدريبات والتمارين المساعدة والمكملة في تطوير تكنيك القفز , علماً بأن للتكنيك الأهمية الأكبر في تطوير الإنجاز الرقمي في هذه الفعالية , ومن ثم عناصر اللياقة البدنية الضرورية والخاصة بالقفز بالزانة كالسرعة والقوة والتحمل والمرونة وجميع القابليات التوافقية الحركية كالرشاقة والتوافق والتوازن والدقة ورد الفعل الحركي والربط والنقل والإحساس بالزمان والمكا