السرعة
تعريف السرعة
لقد عرف فينيك السرعة بأنها مقدرة الإنسان على توظيف عمليات الإطلاق السريعة والمنتظمة لإيعازات الجهازين العصبي – العضلي التي تعمل على إتمام الإنقباضات العضلية بتوافقات عالية لأجل تنفيذ الحركات الإرادية بأقصر فترات زمنية ممكنة. (Weineck:1996).
ويعد هذا التعريف إجرائياً من التعاريف الطبية الفسيولوجية , لقد طرحنا تعاريفنا الخاصة لهذه القدرة البدنية في منتدى المفاهيم والمصطلحات الرياضية وفي موضوع مصطلح السرعة . السرعة كقدرة بدنية حركية تختلف متطلباتها بالأنشطة والألعاب والفعاليات الرياضية المتعددة والمتنوعة . فعلى سبيل المثال تعد السرعة كقدرة بدنية وحركية مهمة ومقررة للإنجازات الرياضية في ألعاب وفعاليات رياضية كالعدوا والركض أكثر من الألعاب التي تتميز بطابع القوة أكثر والألعاب التكنيكية والمنازلات الثنائية وفعاليات أو مسابقات التحمل . أما بالنسبة لدورها في فعاليات وأنشطة الترويح والصحة فهي تقع في أدنى مستوى لها , أي أقل أهمية من القدرات البدنية الأخرى والقابليات التوافقية أيضاً . لقد عرفت السرعة بالمصادر العربية ولحد الآن , بأنها تنقسم إلى ثلاثة أنواع هي ( سرعة رد الفعل , السرعة الحركية , السرعة الإنتقالية ) , بينما أظهرت لنا المصادر الحديثة تقسيمات أخرى , يمكن لنا إعتبارها إنتقالة موضوعية لمفهوم هذه القدرة البدنية تغطي بعض جوانبها غير الواضحة . أفضل من تناول هذا التقسيم الحديث للسرعة هو الألماني فولكرهولتكة , حيث قسم قدرات السرعة إلى أربعة أقسام هي ... ( Holtke : 2003 ) :
1- سرعة زمن رد الفعل :
سرعة زمن رد الفعل هي ناتج زمن الإستجابة للحافز ( مثلاً إطلاقة البداية بالعدوا السريع ) والتي تبدأ لحظة إدراك حاسة سمع الرياضي للحافز وهو الإطلاقة وحتى إنتهاء مرحلة الإنقباض العضلي المصاحبة لها . وهذا الزمن يستغرق معدلات مختلفة بين الحواس لدى الأصحاء من الأفراد , حيث يستغرق المتوسط لحاسة البصر (0,15 – 0,2 ث ) وبالنسبة لحاسة السمع ( 0,12 – 0,27 ث ) وهذه القيم هي معدلات سرعة هذه الحواس لدى الأفراد الأصحاء , ويمكن لهذه القيم أن تقل أي تتحسن خلال التدريب . أما زمن رد الفعل البسيط فيمكن له أن يتحسن بمعدل يتراوح بين 10 – 15 % بالتدريب الرياضي , أما زمن رد الفعل المركب أو المعقد فيمكنه أن يتحسن بمعدل 30 – 40 % جراء التدريب .
2- سرعة الحركة المنفردة:
ويطلق على هذه القدرة من السرعة بسرعة الحركة الوحيدة غير المتكررة أو بالسرعة الحركية في أغلب المصادر العربية . نحن نفضل مصطلح سرعة الحركة المنفردة بدلاً من السرعة الحركية وذلك لأن جميع أنواع السرعة هي بالأساس حركية . فعلى سبيل المثال سرعة حركة الذراع أو الرجل لدى نفس الشخص يمكن لهما أن تختلفا , أي يمكن أن يكون الشخص سريع بحركة الرجل ولكنه بطيء بحركة الذراع وهكذا.
3- سرعة الحركات المتكررة:
كذلك فأن السرعة القصوى للحركات المتكررة تبعاً لمفاصل الجسم المتعددة مختلفة أيضاً , فمثلاً يمكن لمفصل الأصبع الأوسط لليد أن يسجل 300 – 400 حركة بالدقيقة , بينما الأصبع الرئيسي وهوالسبابة يمكنه أن يسجل 480 – 540 حركة بالدقيقة , وتبلغ سرعة حركة مفصل اليد المتكررة حوالي 690 مرة بالدقيقة ... ( Holtke : 2003 ) .
4- سرعة الإنتقال:
هي حصيلة حركة جسم الرياضي كاملاً فهي عامل مشترك بين السرعة الأساسية وتحمل السرعة, كما علينا أيضاً التفريق فيما بينهما عند الحاجة . السرعة الأساسية تعني الحفاض على السرعة القصوى المكتسبة خلال الحركات الإنتقالية للحركات المتكررة والمتشابهة الثنائية التركيب كما في العدوا السريع وتحمل العدوا السريع , حيث توجد فترة بينهما ووفقاً لطول المسافة , ويمكننا أن نطلق على هذا النوع من السرعة بسرعة الحركات الإنتقالية الثنائية الأقسام والمتكررة . كما أن الحركات غير المتكررة أي المنفردة , والحركات المتكررة الثنائية يمكننا إعتبارها في هذه السرعة الإنتقالية عندما تقل نسبة القوة القصوى المستخدمة عن 50% منها , أما إذا زادت القوة القصوى فيها عن نسبة 50% فهذه السرعة سوف تعتبر كقوة مميزة بالسرعة , فمثلاً عندما نتغلب على وزن الجسم فقط أثناء العدوا السريع . ويمكن للسرعة أن تكون عبارة عن مقدرة مركبة اي كقدرة بدنية وقابلية توافقية حركية بنفس الوقت.
تطوير السرعة الإنتقالية :
علاقة السرعة بالقدرات البدنية والقابليات التوافقية قوية وتعتمد في تطورها على مدى تحسن وتطور هذه القدرات والقابليات أيضاً . ومن وجهة النظر البيولوجية فأنها سوف تعتمد على قدرة القوة العضلية من ناحية , وعلى القابليات التوافقية من ناحية أخرى . فعلى سبيل المثال في فعالية عدوا 100م تظهر أهمية هذه العلاقة والإعتماد عليها جيداً لأجل تحسين وتطوير الإنجاز الرقمي للفعالية . فمن ناحية علم الميكانيكا الحيوية فأن إنجاز عدوا سباق 100م سوف يعتمد على قدرة الرياضي على تكرار خطواته السريعة , وعلى قدرته على زيادة طول خطواته أيضاً والتدريب على تطوير هذين العاملين معاً . أما بالنسبة لتطوير تكرار الخطوات أي ترددها السريع , فهذا يعني تحسين قابليته على توظيف جهازه العصبي المركزي للقيام بإرسال الإيعازات العصبية السريعة بأقصى تكرار ممكن في زمن معين . أما تحسين طول الخطوات فيعني الإعتماد على تقوية وتطوير قوة مرحلتي الإرتكاز والدفع بالرجلين في خطوات العدوا المتعاقبة والتي تقوم بها عضلات الرجلين وعضلات الحوض أي تقويتها وتحسين عملها جيداً .
العوامل البيولوجية المؤثرة في القوة القصوى والقوة المميزة بالسرعة :
- التوافق الداخلي للعضلات .
- نسب توزيع الألياف السريعة والبطيئة .
- لزوجة ومطاطية العضلات .
- مخزون مركبات الطاقة بالعضلات .
- المقطع العرضي للعضلة .
- عدد الألياف داخل العضلات .
- سرعة التبادل الإنقباضي الداخلي .
لأجل تحقيق حركات إرادية سريعة بالألعاب والفعاليات الثنائية أو المتكررة الحركات , تلعب العوامل البيولوجية الإضافية دوراً هاماً فيها أيضاً :
- سرعة إطلاق الحافز في الجهاز العصبي والذي يقرر زمن رد الفعل السمعي والبصري .
- التوافق الداخلي للعضلة والذي نفهم منه تنظيم عمل العضلات الشادة والمضادة والمساعدة والمثبتة وذلك من خلال إغلاق الحوافز أو المثيرات المختلفة غير الصادرة للعضلات المنفذة أي إرتخاء العضلات غير المشتركة بالعمل العضلي , وهنا يمكن أن ينفذ المسار الحركي المطلوب بشكل صحيح . ويتوقف مستوى المسار الحركي أي مستوى ودرجة ونوعية تكنيك الحركة المطلوبة على المكونات والعناصر المؤثرة بإنجازات الحركات السريعة نفسها ( مثال نوعية تكنيك العدوا على سرعة حركة العدوا السريع ) . لذلك يعد تكنيك الحركة المثالي الهدف التدريبي الذي يجب أن يتحقق في جميع الألعاب الرياضية المتكررة الحركات أي ثنائية الحركة , التي تعتمد على قدرة السرعة القصوى في تحقيق إنجازاتها القصوى .
- الإيقاع الحركي , والذي يفهم منه تطابق وتوافق أجزاء أي أقسام الحركة من الناحيتين الزمنية والديناميكية , وهذا الإيقاع أو التوقيت بين اقسام الحركة بشكل فعال يمكن له ان يتحسن كثيراً جراء التدريب .
- كما أن لقابليات المرونة والرشاقة وجميع القابليات التوافقية الأخرى دوراً مهماً وفعالاً في تحسين وتطوير جميع قدرات القوة المميزة بالسرعة وفعاليات السرعة الأخرى جميعها .
- كذلك للقياسات أو المواصفات الجسمية دوراً في تطوير وتحسين السرعة , ومنها نفهم بأن أطوال الرجلين والذراعين أو أقسام الجسم الأخرى , حيث تلعب جميعها دوراً مهماً في النتائج للقيم ( الكينماتيكية والكاينتيكية ) لأجزاء تلك الحركات , أي قيم مواصفات الحركات الخارجية وقيم مواصفات الحركات وقواها الداخلية , مما تؤثر على إنجاز الحركات السريعة بشكل غير مباشر , علماً بأن هذه القياسات الجسمية سوف لن تتغير بالتدريب .
- الإستعداد الوراثي للعداء وهو التوزيع الجيني لعدد الألياف السريعة الإنتفاض البيضاء بنوعيها ونسبها في العضلات , حيث يؤهل العداء منذ الولادة للعدوا السريع, أي أن العداء السريع يولد أولاً ( كمثال البطل الأولمبي العالمي كارل لويس ) حيث تشكل نسبة هذه الألياف في عضلات الموهوب حوالي 80% في عضلات الرجلين المسئولة عن العدوا السريع , هذا إضافة إلى التدريب والإعداد المطلوب الذي نسبة تأثيره أقل كثيراً من الوراثة .