الإختلاف بين عدائي السرعة والتحمل
أن الخصائص الفسيولوجية لأجسام الرياضيين
في سباقات السرعة والتحمل لها تأثيراتها المؤكدة على النتائج , حول درجة تدخل
أنظمة الطاقة وآلية ميكانيكيتها , وفي الحقيقة فأن نوعية عدائي المسافات القصيرة
أي السرعة (نعني بذلك أصحاب الإنجازات العالية بسباق 200م ) يمتلكون ميلاً أكبر
للعمل بنظام الطاقة اللاهوائي , ولذلك فأنهم يمتلكون نسب أقل في آلية ميكانيكية
عمل نظام الطاقة الهوائية بأجسامهم . وعلى العكس من ذلك بالنسبة لعدائي المسافات
الطويلة أي التحمل , وهذه الحقيقة تؤكدها طبيعة التدريبات التي تترك تكيفاتها
الخاصة على آلية ميكانيكية أنظمة الطاقة عندهم . فعلى سبيل المثال ( Weyland et. Al. : 1994 ) أظهر بأن عدائي السرعة يمتلكون ميكانيكية
مساهمة لاهوائية تساوي 36% , وعند العدائات من الرياضيات تساوي 34% , إضافة إلى أن
هؤلاء الباحثين وجدوا بأن عدائي التحمل يمتلكون نسب مساهمة بلغت لدى الرجال 33%
ولدى النساء 30% . وكانت بالنسبة لعينة سباق 400م متساوية تقريباً . بينما حصل ( Nummela & Rusko : 1995 ) على نسبة مساهمة لنظام الطاقة الهوائية
عند عدائي السرعة 37,1% بمعدل ( زمن 49,5±6ث ) وبنسبة 45,6% لعدائي التحمل بمعدل
زمن ( 49,4± 5,3ث ) . وكما نشاهد بالجدول رقم (3) بأن آلية ميكانيكية النظام
الهوائي وجدت بأنها تتدخل بمستوى 3-8% أعلى عند الرياضيين الذين يمارسون المسافات
الطويلة .
الجدول رقم
(4) مساهمة طرئق ووسائل تقييم آلية أنظمة الطاقة الهوائية واللاهوائية في
إختبار400م التي إستخدمها ( Duffield
et. Al. : 2005 ) .
الطريقة المستخدمة بالإختبار
|
نوع العينة
|
النظام الهوائي
|
النظام اللاهوائي
|
تراكم الدين الأوكسجيني
|
الرجال
|
41,9%
|
58,1%
|
تراكم الدين الأوكسجيني
|
النساء
|
44,5%
|
55,4%
|
اللاكتيك + الفوسفوكرياتين
|
الرجال
|
39,2%
|
60,8%
|
اللاكتيك + الفوسفوكرياتين
|
النساء
|
37,0%
|
63,0%
|
إختلاف
طرائق الإختبار والقياس المستخدمة : أن أساليب وطرائق حساب مجموع الطاقة
المستخدمة ونسب تدخل أنظمة الطاقة فيها تعد من أهم الأمور العلمية التي تمنح تلك
التجارب معنوية بالتطبيق . لقد حصل ( Duffield
et. Al. :2005 ) على قيم مساهمة نظام الطاقة الهوائي والتي كانت هي الأعلى من باقي التجارب ,
بواسطة طريقة الدين الأوكسجيني المتراكم ( 41,9% عند الرجال ,44,5% عند النساء ) ,
وبالمقارنة مع نتائج البيانات التي حصل عليها من تقييم تراكم حامض اللاكتيك بالدم
ومن تقدير كمية إستهلاك عنصر الفوسفوكرياتين ( 39,2% عند الرجال , 37,0% عند
النساء ) . حيث كان الفرق بين الطريقتين 6,1% للرجال , 7,5% للنساء , أي هناك
فروقات معنوية بالنتائج بإستخدام طريقتين مختلفتيم لحساب ألية مساهمة نظام الطاقة
الهوائي بالتجربتين وعند نفس الباحث , انظر الجدول رقم (4)
.
وطبقاً لتجارب
( Bangsbo : 1996 ) لقد أظهرت نتائج الطريقة التي إستخدمها وهي ” الدين الأوكسجيني المتراكم ” قيم
أقل بالتكلفة التقديرية في إختبار 400م بالشدة القصوى . وبهذه الطريقة لقد إرتفعت
قيم النتائج المستحصلة لتقدير ميكانيكية مساهمة وتدخل نظام الطاقة الهوائي ,
وإنخفض القيم لدى تقييم مساهمة نظام الطاقة اللاهوائي فيها , والأبعد من ذلك فأن
إختلاف هذه القيم إمتدت إلى المرحلة النهائية لإختبار عدوا 400م وأظهرت زيادة قيم
التكلفة بهذا السباق .
أما الباحث
( Hill :1999 ) فقد سجل في إختباراته المختبرية على جهاز السير المتحرك
Treadmill كما في
تجارب كل من ( Nummela
& Rusko 1995 , Spencer & Gastin 2001, Weyland et. Al. 1993 ) بأن
الرياضيين أقل تحفزاً كانوا بالإختبارات من أقرانهم الذين أدوا تجارب العدوا على
المضمار , وعدم قدرتهم على الحصول على السرعة العالية لأجل تقييم نتائج التدخل
الأقصى لنظام الطاقة الهوائية فيها , ولكن ليس في تقييم ميكانيكية تدخل نظام
الطاقة اللاهوائية . وأن هذه النقطة يمكن إضافتها إلى ما توصل إليه ( Duffield et. Al. : 2005 ) الذي قام بتقييم كمية إنتاج حامض اللاكتيك
خلال الإختبار على المضمار وبالشدة القصوى المشابهة للسباق ولكن ليس بالسباق نفسه
. لذا يجب ملاحظة بأن إستطاع كل من الباحثين فقط
( Lacour et. al. 1990 , Hill 1999 ) من تقييم كمية حامض اللاكتيك المتجمع في
ظروف السباق نفسه بشكل صحيح من عينات بحثهم
.
الإختلاف في
مستويات إنجاز العينات : بالنسبة لهذه النقطة نستطيع أن نؤسس مدى
تأثير المستويات المختلفة لإنجاز عينات البحوث لأجل دراسة نسب ميكانيكية مساهمة
أنظمة الطاقة في أدائهم المطلوب في مسافة 400م . الجدول رقم (5) التالي يبين مختلف
البيانات التي اقتبست من المصادر بخصوص القياسات التي استخدمت في تقييم إنجازات
الرجال والنساء في 400م . بالنسبة لعينات النساء من العداءآت وعندما يكون الإنجاز
الرقمي ضعيفاً لديهم , لا نشاهد زيادة مصاحبة في نسب عمل نظام الطاقة الهوائي ,
وفي حالة عينات الرجال من العدائين , ولدى أخذ حسابات تلك القيم بنظر الإعتبار
بعدم تشابهها والتي إتجهت نحو إرتفاع الأداء السريع أو البطيء للتحمل بالإختبارات
, ويمكننا أن نقول بأن إرتفاع إنجاز سباق 400م يصاحبه هبوط نسب مساهمة نظام الطاقة
الهوائية أكثر .
الجدول رقم
(5) مستويات الإنجاز الرقمي ونسب مساهمة نظام الطاقة الهوائي في سباق 400م من
نتائج بعض البحوث .
الباحثين ونوع العينات
|
سنة النشر
|
إنجاز 400م
|
نسبة النظام
الهوائي
|
Lacour et. Al.
رجال
|
1990
|
45.48-47.46
|
28,0%
|
Hill
رجال
|
1999
|
49.3ث
|
37,0%
|
Spencer
& Gastin
رجال
|
2001
|
49,3ث
|
43,0%
|
Nummela&Rusko
عينة تحمل رجال
|
1995
|
49,4ث
|
45,6%
|
Nummela&Rusko
عينة سرعة رجال
|
1995
|
49,5ث
|
37,1%
|
Weyand et. al.
عينة سرعة رجال
|
1994
|
50,5ث
|
64,0%
|
Reis
& Miguel
رجال
|
2007
|
50,6ث
|
32,0%
|
Duffield et. al.
رجال
|
2005
|
52,2ث
|
41,3%
|
Weyand et. al. عينة تحمل رجال
|
1994
|
58,5ث
|
67,0%
|
Weyand et. al. عينة سرعة نساء
|
1994
|
57,9ث
|
66,0%
|
Duffield et. al.
نساء
|
2005
|
60,2ث
|
44,5%
|
Weyand et. al. عينة تحمل نساء
|
1994
|
70,6ث
|
70,0%
|
Hill
نساء
|
1999
|
71,2ث
|
38,0%
|
وفي أي فعالية تصبح النتيجة مقنعة أكثر من
السابق إذا ما إعتمدت على الموضوع المتوفر بالمراجع , حيث أن عملية الحساب النظرية
لخصائص أنظمة الطاقة المتمثلة بأزمان العينات في سباق 400م تم وضعها بالجدول رقم
(6) . ففي الجدول رقم (6) يمكن مشاهدة نسب مساهمة نظام الطاقة اللاهوائي ( الذي
يمثل بالغالب التحلل الكلايكولي اللاهوائي ) الذي يهبط بسرعة مع هبوط مستوى إنجاز
عدوا 400م عند عينة العدائين . وبالحقيقة يبدوا بأن هذا التراجع أكبر من الهبوط
الكلي لعملية إستخدام هذا النظام . فعلى سبيل المثال فأن الإنتقال من زمن 44ث إلى
زمن 48ث , تهبط كمية الإستخدام للنظام اللاهوائي من 119,2 إلى 104,4 مللتر/كغم .
وتهبط عندها النسبة بحدود 12,3% . وفي نفس الوقت فأن العمل اللاهوائي سوف يستمر
وينتقل من 90,1 إلى 70,1مللتر/كغم , وهذا يعني تراجع بنسبة 22,2% , وعوضاً عن ذلك
إذا ما تراجع زمن الأداء من 48 إلى 52ث , سوف تهبط كمية الإستهلاك الكلية لنظام
الطاقة اللاهوائية من 104,4 إلى 93,4 مللتر/كغم ( وهي نسبة هبوط 21,6% ) . بينما
إذا ما هبط نظام الطاقة اللاهوائي من 70,1 إلى 53,2 مللتر/كغم , فأن ( نسبة الهبوط
تبلغ 41,0% ) . وفي نفس الوقت فأن نسبة مساهمة نظام الطاقة الهوائي سوف يرتفع
بالمقابل كلما يطول زمن السباق أكثر , ويصبح 24% لدى العداء صاحب زمن 44ث وبنسبة
مساهمة بلغت 33% لدى العداء صاحب 48ث , و بنسبة 43% فقط لدى العداء صاحب
إنجاز 52ث .
في اللحظات الأولى من سباق 400 م يستعين
العداء بآليات نظام الطاقة اللاهوائية أساسا، نظراً لكمية الأوكسجين التي كان عليه
أن يتمكن من استخدامها بشكل محدود، ولكن كلما إمتد الوقت أكثر للمجهود بدني , يعني
زيادة استخدام الأوكسجين . وبمعنى آخر قد تحصل من جانب آخر هو كلما كان العداء
أسرع كلما أنتج جسمه حامض اللاكتيك أكثر وكلما نقص إحتمال إستخدام جسمه لآلية
النظام الهوائي . لذا فأن تدخل آلية نظام الطاقة اللاهوائي للعداء أو العداءة يصبح
بدرجة أهمية أكبر في هذا السباق .
وعلى العكس من ذلك تماماً كلما كانت سرعة
العداء أبطأ , يستطيع جسمه من إستخدام آلية نظام الطاقة الهوائي بكمية أكبر . أي
يتضح لنا بأنه كلما إرتفع مستوى إنجاز العداء في سباق 400م كلما إزدادت نسبة
مساهمة آلية نظام الطاقة اللاهوائي عنده وقلت نسبة مساهمة آلية نظام الطاقة
الهوائية . لذلك فأن القدرة الإنجازية القصوى للعداء في هذا السباق سوف تصبح
العامل المقرر الرئيسي في تفسير الإختلافات التي تطرأ على نسب آلية تدخل النظام
الهوائي لدى الباحثين . الشكل التوضيحي رقم (1) يبين منحنى مساهمة آلية نظام
الطاقة الهوائية لعينة العدائين وفقاً للنسب المئوية المتحصلة لإنجازاتهم الرقمية
والتي تم حسابها نظرياً إعتماداً على البيانات التي وردت في الجدول رقم (6) التالي :
الجدول رقم
(6) توزيع إستخدام قيم الطاقة القصوى وآلية نظام الطاقة اللاهوائي المساهم إنجازات
عدائي 400م من الرجال فقط .
الإنجاز الرقمي
لسباق
400م ث
|
كمية الطاقة المستخدمة(مل/كغم)
|
كمية مساهمة نظام الطاقة
اللاهوائي(مل/كغم)
|
نسبة المساهمة اللاهوائية (%)
|
كمية مساهمة نظام الطاقة
الهوائية(مل/كغم)
|
نسبة المساهمة الهوائية (%)
|
44
|
119,2
|
90,1
|
75,6
|
29,1
|
24,2
|
46
|
111,1
|
79,7
|
71,7
|
31,4
|
28,3
|
48
|
104,4
|
70,1
|
67,1
|
34,3
|
32,9
|
50
|
98,5
|
61,3
|
62,2
|
37,2
|
37,8
|
52
|
93,4
|
53,2
|
56,9
|
40,2
|
43,1
|
الإستهلاك
الأوكسجيني خلال سباق 400م ( الإستهلاك الأوكسجيني الأقصى ) :
لقد أثبت بأن عدائي سباق 400م لن يستطيعوا
أن يصلوا إلى مرحلة الإستهلاك الأوكسجيني الأقصى
(VO2max ) . وطبقاً
لنتائج دراسة (Nummela
& Rusko : 1995 ) لقد بلغت نسبة الإستهلاك الأوكسجيني 79% من حدها الأقصى , أما طبقاً لنتائج (Spencer & Gastin : 2001 ) لقد بلغت نسبتها 89% , وبالنسبة لنتائج
الباحث ( Duffield et al : 2005 ) فكانت لدى
الرجال والنساء بحدود 81,6% .
لقد وجد كل من
Nummela & Rusko أيضاً بأن بعد إنتهاء منتصف السباق سوف لن تحصل زيادة بالإستهلاك الأوكسجيني
لدى عينتي عدائي المسافات القصيرة ولا الطويلة , وقد مالت النتئج إلى إنخفاضها في
آخر مرحلة من مراحل السباق . أما بالنسبة للباحثين
(Reis & Miguel : 2007 ) فقد وجدا خلال تجربتهما المماثلة للسباق
بأن العدائين يتحملون بلوغ نسبة 63% من إستهلاكهما الأوكسجيني في المرحلة النهائية
من الإختبار . لقد حقق الرياضيين أعلى قيم للإستهلاك الأوكسجيني خلال التجارب وليس
السباقات , لذلك فأن عملية مساهمة النظام الهوائي العليا التي تصلها العضلات
العاملة تتحقق عندما يستخدمون سرعة الجري القليلة والمتوسطة في هذه التجارب او
الإختبارات , وتبلغ أعلى مما هي في السباقات الرسمية . وهنا سوف يستخدم الرياضي
النوع الأول من ألياف عضلاته العاملة (Type I) أي الألياف
البطيئة الإنتفاض المقاومة للتعب عندما ينخفض مستوى الأداء والمقاومة الخارجية لها
. وفي مراحل نهاية هذا السباق وعندما ترتفع شدة العدوا أكثر وتثبت قيم الإستهلاك
الأوكسجيني عندها بالعضلات العاملة , وبعد أن تبلغ العضلات آلية التجهيز بعنصر
الأوكسجين إلى تلك الألياف تبدأ نشاطها ثانية . أما بالنسبة للألياف العضلية
السريعة الإنتفاض (Type II) سوف تبدأ
بالعمل الفعلي القوي , وهي التي سوف تقوم بالعمل القوي الذي يتطلب درجة أعلى من
القوة . وعلى العكس من ذلك في بداية السباق عندما يكون التجهيز الأوكسجيني لا يزال
منخفض لهذه الألياف , وحتى ترتفع سرعة السباق أكثر تصبح نسب تجهيز الألياف العضلية
السريعة العاملة معنوية , كما سوف تشارك كلا نوعي الألياف السريعة اللاهوائية
والهوائية في هذا العمل كل بالدور الوظيفي الخاص بها , وتنخفض مساهمتها في المراحل
الأخيرة من السباق .
لذلك فأن الإعتقاد بأن حقيقة تدني عملية
تجهيز العضلات بالأوكسجين بعد قطع 150-200م من مسافة السباق , وربما يبلغ هذا
التجهيز صفراً ويميل مستوى الإستهلاك الأوكسجيني إلى الإزدياد والإقتراب من حدوده
العليا , كما وتميل قيم الإستهلاك هذا إلى الحدود الدنيا في مراحل السباق النهائية
حسب رأي (Nummela & Rusko : 1995) , فهي نتيجة
لعدم ستخدام الألياف العضلية السريعة من نوع
(Type II) , ومنذ بدأ
عملها ترتفع نسبة تركيز اللاكتيك بالعضلات . لذا وبسبب تثبيط نظام عمل الإنزيمات
للتحلل الكلايكولي الهوائي , لا تستطيع هذه العضلات من تنفيذ آلية نظام الطاقة
الهوائي , وهذه الحقيقة هي السبب الرئيسي في لإنخفاض قوة العضلات بعد قطع أول 100م
من مسافة السباق كما توصل إليها (Nummela et
al :1992) .